آلة العود : تاريخها أجزائها و أنواعها

آلة العود هي آلة موسيقية وترية تأخذ شكل الكمثرى وذات صندوق عميق، ويتميز العود بأنه مزود بلوحة نقر الأصابع وهذه اللوحة لا تحتوي على دساتين Fret، ويستخدم العود لإصدار الأصوات الموسيقية المختلفة من خلال نقر ريشة العزف على الأوتار المشدودة والمثبتة في مشط هذه الآلة.

كما أن مفاتيح ضبط النغمات الموسيقية في هذه الآلة تظهر على جانبي صندوق المفاتيح.

وخلال هذه المقال سنسرد لكم بالتفصيل بخصوص آلة العود. 

تاريخ آلة العود :

ظهر العود بشكل ملحوظ في موسيقى العصور الوسطى والموسيقى الإسلامية الحديثة، حيث يعد العود من أعرق الآلات الموسيقية الوترية، إذ يرجع تاريخ نشأته الأولى إلى العهد الأكدي سنة 2350 قبل الميلاد.

تعتبر موسيقى العود هي أقرب أشكال الموسيقى إلى الروح والوجدان الإنساني، فقد ارتبطت هذه الموسيقى بصلةٍ وثيقة مع التقاليد والثقافة العربية.

قد كانت موسيقى العود منذ آلاف السنين هي الرفيق الأول والدائم للإنسان في رحلاته وأسفاره , حيث أنه تمكنت من استقطاب مختلف الفئات العمرية.

كما أن العود لعب بشكل كبير دور السفير بين ثقافات العالم المختلفة والمتنوعة، فقد كان العود هو المترجم الروحي للإنسان خلال تعامله الروحي والوجداني مع الآخرين، وهذا ما جعله يحظى بمكانة كبيرة ومرموقة في الحضارة العربية الإسلامية القديمة، حيث أنه كان يعتبر من أهم وأفضل آلاتهم الموسيقية. 

تصميم و أجزاء آلة العود :

يتكون العود منذ القدم من مجموعة من الأجزاء المختلفة، وهذه الأجزاء تتمثل فيما يلي:

• رقبة العود Neck : يتم صناعة هذا الجزء من الخشب الخفيف، كما أن قشرة هذا الجزء يتم صناعتها من الخشب الصلب، وأحياناً يتم صناعة رقبة آله العود من خشب الأبنوس.

خلال عام 1100م كان يتم صناعة العود بحيث يحتوي على دساتين Frets، ثمّ تم بعد ذلك ومع حلول عام 1300م تلاشي الدساتين تدريجياً، وذلك لأن الدساتين تجعل عازف العود غير قادر على تحقيق الاهتزازات المطلوبة، كما أنها تتيح للعازف عزف مجموعة من النغمات القصيرة فقط في المقام الموسيقي المطلوب، مما سبب ذلك إزالتها، حيث أصبحت رقبة العود خلال عصرنا الحالي لا تحتوي على الدساتين. 

• صندوق المفاتيح Oud’s Peg : هذا الصندوق ينحني عن رقبة العود إلى جهة الخلف وذلك بزاوية تتراوح بين 45°-90° درجة، وهذا الجزء في العود يساعد صندوق المفاتيح على شد وتثبيت الأوتار الغير مشدودة في منطقة أنف العود Nut، وذلك لأن الأوتار في آلة العود تكون حرة الحركة. 

• المفاتيح Peg : المفاتيح في العود هي عبارة عن جزء مدبب ومصنوع من الخشب الصلب، وهذه المفاتيح مثبتة داخل الثقوب المحفورة في صندوق المفاتيح. 

• صندوق الصوت Sound Box : يتكون صندوق الصوت من مجموعة مختلفة ومتنوعة من العصيّ الخشبية، وهذه العصي الخشبية مصنوعة من الخشب الصلب، وذلك مثل خشب القيقب، أو الورد، أو الكرز، أو الأبنوس، وغيرها كي تساهم بذلك في تشكيل أضلاع الصندوق Ribs، حيث يتمّ توصيل نهايات هذه الأضلاع ببعضها البعض من خلال استخدام الغراء ليساهم بذلك في تكوين جسماً عميقاً مدوراً.

• لوحة الصوت Soundboard : لوحة الصوت أو ما يطلق عليها بطن الآلة .

هي عبارة عن لوحة رقيقة مسطحة تشبه إلى حد كبير شكل الدمعة، وهذه اللوحة مصنوعة من الخشب من أشجار التنوب أو أشجار الصنوبر.

هذه اللوحة في آلة العود تتميز بأنها تحتوي على فتحات صوتية مزخرفة حيث يطلق عليها الوردة، وهذه الوردة هي عبارة عن ثقوب صوتية موجودة أسفل الأوتار الصوتية، حيث يتراوح عددها في آلة العود ما بين 1 إلى 3 ثقوب. 

• مشط العود Bridge : هذا الجزء من العود يرتبط مع لوحة الصوت، حيث أنها تحتوي على ثقوب يتم عليها ربط الأوتار. 

• الأوتار Strings : إذا كنت تتساءل عن كم وتر في العود، فإن أوتار العود تتكون غالباً من 5 أزواج، حيث أنها تتحد وتنسجم مع بعضها البعض كي تشكل الصوت الخارج من آلة العود.

هذه الأوتار كانت تصنع قديماً من بعض المعادن والأمعاء، وحديثاً تمّ العمل على إنتاج أوتار العود من النايلون والأمعاء.

أسماء اوتار العود :

تتمثل أسماء أوتار العود من الأسفل إلى الأعلى فيما يلي:

• الوتر الأول: (دو) أو (C)
• الوتر الثاني: (صول) أو (G)
• الوتر الثالث: (ري) أو (D)
• الوتر الرابع: (لا) أو (A)
• الوتر الخامس: (صول) أو (G)

ما هي أنواع آلة العود ؟

تعددت وتنوعت أشكال آلات العود حتى اختلفت وتميزت عن بعضها البعض وأصبح لها أنواع متعددة أبرزها ما يلي:

العود العربي

يُعدّ العود العربي Arabic Oud أحد أكثر الآلات الموسيقية انتشاراً في الوطن العربي.

إذ يستخدم هذا النوع من العود بشكل كبير في منطقة شبه الجزيرة العربية، ودولة العراق،فلسطين، سوريا،لبنان،و المملكة الأردنية، و شمال إفريقيا، هذا بالإضافة إلى دولة إيران، وعدد من البلدان العربية الأخرى .

ما يميز العود العربي عن غيره من الأنواع الأخرى هو الصوت الرومانسي العميق والمتوازن، ويرجع ذلك إلى جسمه الكبير والمستدير الشكل.

هذت النوع من العود يتم صناعته من عدة أنواع مختلفة من الخشب، كما أن طوله يتراوح ما بين 61-62 سم بداية من حافة مشط العود وصولاً إلى أنفه. 

العود التركي

 يتميز العود التركي Turkish Oud عن غيره من أنواع آلات العود الأخرى بصوته الفريد من نوعه.

يرجع شكله وهيئته إلى سلالة مختلفة من حيث البناء والشكل، وقد ذاع استخدام هذا النوع من أنواع العود بشكل كبير في تركيا واليونان.

ما يميز العود التركي صوته المميز والمملوء بالكثير من الإشراق والحركة.

كما أن أوتاره عادة ما تكون مثبتة ومشدودة أكثر من العود العربي، وتأتي لوحة الصوت في هذا العود بِـ سمك أرفع، كما أنه يمنح العازف استدامة واضحة في الصوت أكثر من العود العربي. 

العود العراقي

يتميز العود العراقي Iraqi Oud هو الآخر بصوته النقي والفريد من نوعه والذي يشبه إلى حد كبير الجيتار.

ما يميزه هو أنّه يحتوي في اجزاؤه على مشط عائم مثلما يوجد في آلة المندولين والبزق الإيرلندية Irish Bouzoukis.

كما يتميز سطح هذا العود بأنه يحتوي على فتحات صوتية ذات شكل بيضاوي ولا تحتوي على أي زخارف، وهذا الشكل من أشكال العود قد تم تطويرها خلال القرن العشرين من قبل محمد فاضل حسين.

 العود الإيراني

ظهر في دولة إيران نوعان مختلفان من العود وهما العود العربي، والعود الإيراني الذي يطلق عليه بالفارسية بربط Barbat.

حيث يعتبر العود الإيراني في إيران هو الأكثر رواجاً وإنتشاراً من العود العربي؛ وذلك لأنه قد تمّ تحديثه وتطويره بشكل كبير عن البربط القديم الذي تم استخدِمه في دولة إيران قبل الفتح الإسلامي. 

العود الإلكتروني

يعتبر العود الإلكتروني من التطورات والابتكارات الحديثة التي قد ظهرت مؤخراً بعدة تصاميم وأشكال مختلفة، كما أن صوته قريب إلى حد ما من صوت العود التركي، ويمكننا بكل سهولة التحكم في الصوت المُراد في العود الإلكتروني عن طريق وضع عدة مقابس إلكترونية في العود. 

وبهذا نكون قد وضحنا لكم تعرف وتاريخ وأنواع آلة العود بالتفصيل ونحن نتمنى أن تكون هذه المقالة قد نالت إعجابكم.