حصلت آلة التيدنيت، على شعبية كبيرة في دولة موريتانيا، منذ ظهورها للمرة الأولى، حيث تعتبر من الآلات الوترية الأولى في موسيقى مجال الغرب الصحراوي، وتقدم للعازفين قدرة عالية في عزف جميع النغمات التي تخلق أجواء من المتعة، مما جعل المواطنين يطلقون عليها لقب ” أم الموسيقى الموريتانية”، ولذلك سوف نستعرض كافة التفاصيل والمكونات التي تتعلق بهذه الألة خلال السطور القادمة.
تاريخ آلة التيدنيت
اختلف العديد من المؤرخين والباحثين في التاريخ المحدد لظهور آلة التيدنيت، أو الأصول التي جاءت منها، والتي كان من أبرزها أنها ظهرت مع مجيء بني حسان لهذه الأرض، حيث أكد الفنان “سيد احمد ولد أحمد زيدان”، أن أصول هذه الألة جاءت إلى دولة موريتانيا من الأندلس، من خلال الفنان زرياب، وحصلت على العديد من عمليات التطوير بداية من العود العربي إلى التيدنيت، ولكن أوضح بعض المؤرخين أن هذه الآلة أصلها إفريقي، وتم إستيرادها لموريتانيا في القرن الرابع عشر الميلادي.
جوانب آلة التيدنيت
تحتوي آلة التيدنيت، على ثلاثة جوانب مهمة لتقدم للمستخدمين استماع الموسيقى الموريتانية أو الحسانية المميزة، والتي عزف عليها الكثير من الفنانين المشهورين في الدولة الموريتانية، حيث تحتوي كل واحدة من هذه الجوانب على أظهورت الهول الخمس، والتي تتمثل في ” كر، فاق، لكحال، لبياظ، ولبتيت”.
- أجانبه الكحله.
- أجانبه البيظه.
- أجانبه العاكر “لكنيديه”.
مكونات آلة التيدنيت
تتمتع آلة التيدنيت، بإحتوائها على عدد من المكونات المهمة، والتي جعلتها واحدة من أشهر الآلات الموسيقية الوترية المعروفة في دولة موريتانيا، حيث يختلف كل مكون منها على حسب الأداء الذي يقوم به في الآلة الوترية الشهيرة.
- الحوض: ويسمى بإسم “أكدح”، ويأتي عبارة عن حوض صغير ويتم صناعته من شجر آدرس وأكلال، يتميز بوزنه الخفيف.
- أجنبه: ويطلق عليها إسم “جمبت “، وتم صناعتها من جلد مدبوغ يغطى به حوض التيدنيت، ويثبت عليه باوتاد واسلاك خاصة، ويأتي من جلود البقر.
- العصا: وهي معروفة بإسم “عود أو دبوس”، وتأتي عبارة عن عود طوله يصل إلى حوالي متر، ويتم إحضاره من شجرة إمجيج، أو من شجرة سانق، ويحتوي على طرف غليظ متصل بالحوض، عبر القيام بعملية ثقبه للجمبه ودخوله من تحتها.
- الأوتار: ويطلق عليها إسم “أعصب “، وتأتي بعدد أوتار تتراوح ما بين 4 إلى 6 أوتار، حيث كانت تصنع من شعر الخيل في الماضي، أما في الوقت الحالي تمت صناعتها من الأسلاك البديلة.
- التمنانت: وتأتي عبارة عن قطعة صغيرة وبشكل دائري، ويتم صناعتها من خشب “سانق” أو الريش الأبيض.
- الكَصبه: ويتم صناعة الكصبه من النحاس، وتتواجد في رأس عود الألة.
- أسيور: وتأتي عبارة عن أسلاك من الجلد الرقيق، ويتم تثبيتها على عود التيدنيت، لتساهم في تغيير مقامات النغمة.
- لوتاد: وهي مسامير من الخشب يتم تثبيتها على قدح الألة، لتساعد على تثبيت الأوتار قبل القيام بشدها.
شروط تعليم موسيقى التيدنيت
هناك العديد من الشروط اللازمة التي يتم من خلالها تعليم موسيقى التيدنيت، والتي يجب على جميع الراغبين في تجربها أن يكون لديهم دراية بها.
- يشترط أن يكون الشخص لديه هواية تعلم وتذوق الموسيقى.
- ويجب على الشخص أن يستمع للعديد من مقاطع العزف والغناء على الآلة.
- ضرورة الإعتماد على شخص من أهل المجال ويتمتع بخبرة في التعامل مع الآلة.
- ضرورة إجراء العديد من التمارين ليتم من خلالها التمييز بين أظهور الخمس لأكثر من فنان.
- ومن المهم الحصول على أشرطة من الدروس للجوانب الثلاثة للآلة.
- ضرورة إجراء الشخص عدد من الاختبارات لنفسه للتأكد من مدى إتقان التعامل مع هذه الالة.
أنواع العزف في تيدنيت البظان
تحتوي موسيقى التيدنيت، أو موسيقى الناطقين بالحسانية، على عدد من الأنواع المختلفة التي تتعلق بعمليات العزف والتعاطي مع الأوتار، والتي يختلف كل نوع منها على حسب الأداء الذي يقدمه للعازفين.
- البرم: ويأتي عبارة عن إصبع الآلة، ويتم على الأوتار بأصبعي الإبهام والوسطى، أو بثلاث أصابع.
- الغزل: ويأتي عبارة عن تدوير إصبع واحدة على الوتر.
- النجر: ويرمز إلى لمس الوتر بشكل أفقي، بضربة خاطفة.
- المدر: ويعني التركيز بإصبع على إحدى التشبطن.
- الدركي: ويأتي عبارة عن إنهاء نغمة الأوتار بتوقيع على طبلة التيدنيت.
- لحليب: ويتمثل في العزف الطولي على الأوتار بيد العزف.
- الشد: ويعتبر هو التوقيع على طبلة التيدنيت للحصول على الألحان الإيقاعية.
