تعتبر آلة السيتار، واحدة من آلات العود الشهيرة، التي تعمل عن طريق اقتلاع الأوتار بالأصابع، حيث يتم استعمالها في تصنيفي الموسيقى الهندوستانية والموسيقى الهندية الكلاسيكية، واستطاعت أن تحظى بشعبية كبيرة بين مستخدمي الآلات الموسيقية في العديد من دول العالم، وتحتوي آلة السيتار على 18-21 سلسلة في المجموع، وهي عبارة عن 6-7 أوتار علوية و11-14 أوتار سفلية، ولذلك سوف نستعرض معكم كافة التفاصيل حول آلة السيتار ودورها المهم وسط الآلات الموسيقية.
نبذة عن تاريخ آلة السيتار
تأتي آلة السيتار كواحدة من أشهر أسرة العود، ويندرج اسمها نسبة إلى آلة موسيقية فارسية تدعى “ستار”، والتي تعني الأوتار الثلاثة، ويعتبر الموسيقي أمير خوسرو هو من أرسى أساس تطوير الآلة في القرن الـ13 خلال فترة حكم سلطنة دلهي بالهند، ومن وقتها شهد استخدام الآلة ازدهار كبير خلال القرنين الـ16 والـ17، واستقرت عند الصورة الحالية لها في الهند خلال القرن الـ18، حيث تتميز بحصولها على ألحانها الفريدة من نوعها عن طريق أوتارها الرائعة، وتصميمها المميز، بالإضافة إلى احتوائها على الرقبة المفرغة الطويلة، والجزء المفرغ للصدى.
وانتشرت العديد من المقولات حول ظهور الآلة لأول مرة، حيث قال البعض أنها ظهرت في الهند، والبعض الآخر قالوا إنها كانت في إيران، ويتم استخدام آلة السيتار في الوقت الحالي في عدة دول حول العالم، وأبرزها شمالي الهند وباكستان وبنجلادش، وتحتوي على 7 أوتار رئيسية، يتم العزف عليها من خلال اليد اليمنى للعازف، وهذا بجانب احتواء الآلة على 12 إلى 20 وترا متجانسا، لا يتم نقرها، حيث تهتز هذه الأوتار بالتأثير عندما يتم العزف على الأوتار الرئيسية.
من أشهر العازفين
استطاعت آلة السيتار أن تجذب الملايين من عشاق الموسيقى للاستماع إليها من مختلف دول العالم، وهذا بفضل عدد من العازفين المشهورين في الوقت الحالي والذين تمكنوا من إيصال السيتار لما هو عليه الآن، وهم Ravi Shankar و Vilayat Khan، بفضل دورهم الكبير في تطوير السيتار عن طريق تلحين الموسيقى الكلاسيكية الهندية و الهندوستانية على السيتار.
أجزاء آلة السيتار
تحتوي آلة السيتار على عدد من الأجزاء المهمة، والتي تساعدها على العمل بشكل مميز، حيث يتم العزف عليها بنقر الريشة المعروفة باسم مزراب “باللغة الفارسية” على الأوتار الرئيسية للآلة، حيث كانت بداية العزف على الآلة في المناسبات الدينية وأوقات الفراغ، ومع الوقت انتشرت بشكل كبير في مختلف دول العالم، ولذلك سوف نستعرض معكم أجزاء السيتار التي تتكون منها.
- لوح الداند: وتمت صناعته من نوع خاص من الخشب، ويطلق عليه إسم خشب شيشام.
- التومبا: وهي عبارة عن الجزء السفلي من الآلة، والتي يوجد فيها جزء الصدى، وتمت صناعتها من القرع المجفف.
- الطبلية: وتحتوي على قاعدة خشبية سميكة، ليرتكز عليها الجسر، والذي يعتبر المصدر الرئيسي لصوت السيتار.
- غولو: وهي عبارة عن كتلة من الخشب يتم من خلالها ربط التومبا والطبلية، حيث يتواجد في السيتار سبعة أوتار رئيسية، خمسة منها لإنتاج نغمات مختلفة، واثنان للحفاظ على الإيقاع.
طريقة العزف على آلة السيتار
تعمل آلة السيتار على إنتاج نغمة اهتزازية مميزة، ويرغب الكثير من الأشخاص إلى التعرف على الطريقة المناسبة التي يتمكنوا من خلالها العزف على الآلة، يتم عزف السيتار باستخدام سلسلة من الأوتار والحنق التي تعمل صعودا وهبوطا على الآلة الموسيقية، حيث يحتاج المبتدئين في العزف إلى التدريب على حمل الآلة والطريقة المناسبة للإمساك بها، بالإضافة إلى التعرف على المقياس الموسيقي الهندي، والأوتار المختلفة على الآلة.
- يتم في بداية الأمر أخذ وضعية القرفصاء المريحة على الأرض، عن طريق الجلوس على وسادة أو بطانية للشعور براحة أكبر.
- رفع الركبة اليمنى، مع رفع جسد السيتار في قوس القدم اليسرى، وهذا من خلال العمل على ملامسة القدم اليمنى للأرض، مع ثني الرجل اليسرى أسفل الرجل اليمنى بحيث يكون الجزء السفلي من القدم اليسرى متجها لأعلى.
- وضع جسم السيتار المعروف باسم القرع، فوق الجزء السفلي من القدم اليسرى، مع بقاء الركبة اليمنى مرفوعة. ويمكن القيام بمد القدم اليمنى قليلاً أمام العازف، مع وضع قطعة قماش على القدم، حتى لا تتأثر الآلة من تعرق القدم.
- والعمل على دعم رقبة الآلة بالركبة اليمنى، عن طريق وضع ركبتك اليمنى في ثنية الآلة، ولذلك فإنه يجب أن تكون رقبة الجيتار بزاوية 45 درجة.
- والعمل على وضع الذراع الأيمن أعلى جسم السيتار.
- ووضع الإبهام الأيمن على مؤخرة رقبة الآلة، أسفل الحنق السفلي مباشرة.
- ومن ثم يتم وضع بقية الأصابع بحيث تحوم فوق الأوتار الموجودة في مقدمة الآلة.
- ومن المهم جلوس العازف بشكل مستقيم وعدم الاتكاء على الآلة بذراعه.
- وبعد ذلك يتم امساك رقبة السيتار باليد اليسرى.
- والقيام بضع مزرابا على الإصبع الأيمن السبابة، وهذا حتى يتم من خلاله قرص الأوتار على السيتار، والاستمتاع بالعزف.
ما هي الخيوط العلوية في السيتار
يتساءل البعض عن الخطوط العلوية التي تتواجد في السيتار، وهذا لأن الآلة تحتوي على 18-21 سلسلة، عبارة عن 6-7 أوتار علوية و11-14 أوتار سفلية، حيث يعتمد العدد الدقيق للسلاسل على نوع السيتار، ويتم استخدام الأوتار العلوية في السيتار على نغمة مختلفة، وفي حالة ضبط الآلة على مفتاح C للمبتدئين، فإن الملاحظات لكل سلسلة تتمثل في:
- السلسلة الأولى: F واحد أوكتاف أسفل الوسط C (Ma)
- السلسلة الثانية: ج أوكتاف واحد تحت الوسط C (Sa).
- السلسلة الثالثة: G (Pa).
- السلسلة الرابعة: C اثنين من الأوكتاف تحت الوسط C (Sa).
- السلسلة الخامسة: G واحد أوكتاف أعلى السلسلة
- السلسلة السادسة: C (Sa).
- السلسلة السابعة: ج أوكتاف واحد فوق الوسط C (Sa).
طريقة الاعتناء بآلة السيتار
تحتاج آلات السيتار، إلى الاعتناء بها بشكل مستمر، للحصول على الأداء الجيد، وتقديم مقطوعات موسيقية رائعة، وهذا ما جعل هناك أهمية لضرورة التعرف على أبرز الطرق التي تساهم في الاعتناء بآلة العود بشكل جيد.
- ضرورة العمل على حفظ الآلة في مكان خاص بعد الانتهاء من العزف.
- عدم السماح لغير العازفين من العبث به أو لمسه.
- ضرورة عدم تركه في السيارة.
- يحتاج إلى وضعه في الحقائب اليدوية أثناء السفر بالطائرة.
- الالتزام بتنظيف الأيدي بشكل جيد قبل البدء في العزف عليها.
- الابتعاد عن درجة الحرارة العالية وعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة.
- ضرورة استشارة المختصين في حالة حدوث عطل في الآلة أو تعرضها للضرر.
آلة السيتار بين الغرب يلتقي الشرق
تمكن الموسيقي الشهير رافي شانكار، من إحداث نقلة نوعية في الموسيقى العالمية، مما ساعده على الترويج لموسيقى السيتار في الغرب، بفضل النقلات النوعية التي عملت على المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية لخلق أجواء من المتعة والإثارة، من خلال إحداث الكثير من التغييرات وإضافة العديد من أساليب الموسيقى الغربية، مما جعل شانكار من تصدر المشهد، ويصبح من أشهر الموسيقيين الذين استخدموا آلة السيتار، والتفوق من خلالها على العديد من الآلات الموسيقية في مختلف أنواع العزف.
